السبت، 10 مايو 2014

ولادة الإمام الجواد عليه السلام

ولادة الإمام الجواد عليه السلام 

الإمام الجواد ( عليه السلام )
كان قد مرَّ على عمر الإمام الرضا ( عليه السلام ) - أبو الإمام الجواد ( عليه السلام ) – أكثر من أربعين سنة ، لكنه ( عليه السلام ) لم يُرزق بولد .
فكان هذا الأمر مُدعاة لقلق الشيعة ، لأنها تعتقد بأن الإمام التاسع سيكون ابن الإمام الثامن .
ولهذا كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يَمُنَّ الله عزَّ وجلَّ على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بولد ، حتى أنَّهم في بعض الأحيان كانوا يذهبون إلى الإمام ( عليه السلام ) ويطلبون منه أن يدعو الله سبحانه بأن يرزقه ولداً ، وهو ( عليه السلام ) يُسلِّيهم ، ويقول لهم : ( إنَّ اللهَ سوف يَرزُقني ولداً يكون الوارث والإمام من بعدي ) .
جاء في ( مناقب آل أبي طالب ) لابن شهر آشوب : تروي السيدة حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر كيفية المولد العظيم ، وما لازَمَتْه من الكرامات ، فتقول : لما حضرت ولادة أم أبي جعفر ( عليه السلام ) دعاني الإمام الرضا ( عليه السلام ) فقال : ( يا حَكيمة ، اِحضَري ولادتَها ) .
وأدْخَلَني ( عليه السلام ) وإيّاها والقابلة بيتاً ، ووضعَ لنا مصباحاً ، وأغلق الباب علينا .
فلما أخذها الطلق طَفئَ المصباحُ ، وكان بين يديها طست ، فاغتممتُ لانطفاءِ المصباحِ ، فبينما نحن كذلك إذْ بَدْر أبو جعفر ( عليه السلام ) في الطست ، وإذا عليه شيءٌ رقيق كهيئة الثوب ، يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه .
فأخذتُه فوضعتُه في حِجري ، ونزعتُ عنه ذلك الغشاء ، فجاء الإمام الرضا ( عليه السلام ) وفتح الباب ، وقد فرغنا من أمره ، فأخذه ( عليه السلام ) ووضعه في المهد وقال لي : ( يَا حَكيمة ، الزمي مَهدَه ) .
فلما كان في اليوم الثالث رفع ( عليه السلام ) بصره إلى السماء ، ثم نظر يمينه ويساره ، ثم قال ( عليه السلام ) : ( أشهدُ أنْ لا إِلَه إلاَّ الله ، وأشهدُ أنَّ مُحمَّداً رسولُ الله ) .
فقمتُ ذعرة فزِعةً ، فأتيتُ أبا الحسن ( عليه السلام ) فقلت : سَمِعْتُ مِنْ هذا الصبي عَجَباً .
فقال ( عليه السلام ) : ( ومَا ذَاكَ ) ؟ فأخبرتُهُ الخبر .
فقال ( عليه السلام ) : ( يَا حَكيمة ، مَا تَرَوْنَ مِنْ عجائبهِ أكثر ) .
وأخيراً ولد الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) في العاشر من رجب 195 هـ ، وقد سُمِّي بِـ( مُحَمَّد ) ، وكُنيتُه ( أبو جَعفَر ) .
وأشاعت ولادته ( عليه السلام ) الفرح والسرور بين أوساط الشيعة ، ورسَّخت الإيمان في قلوبهم ، وأزالَتِ الشَّكَّ الذي دخل قلوب البَعضِ مِنهُم . 



زهد الإمام الجواد عليه السلام
الامام الجواد (ع)

الزهد في الدنيا من أبرز الذاتيات في خُلق أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فقد أعرضوا عن زهرة هذه الدنيا ، وفعلوا كل ما يقربهم إلى الله زُلفى .
فقد كان الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رائد العدالة الكبرى في الأرض في أيام خلافته ، فكان ( عليه السلام ) يلبس أخشن الثياب ، ويأكل أجشب العيش ، ولم يتَّخذ من غنائمها وفراً ، ولم يضع لبنة على لبنة .
وعلى ضوء هذه السيرة المشرقة الواضحة سار الأئمة الطاهرون ( عليهم السلام ) ، فقد زهدوا جميعاً في الدنيا وأعرضوا عن رغائبها .
لقد كان الإمام الجواد (عليه السلام ) شاباً في مقتبل العمر ، وكان المأمون يغدق عليه الأموال الوافرة البالغة مليون درهم . وكانت الحقوق الشرعية ترد إليه ( عليه السلام ) من الطائفة الشيعية التي تذهب إلى إمامته ، بالإضافة إلى الأوقاف التي في مدينة قُم المقدسة وغيرها .
إلا أنه ( عليه السلام ) لم يكن ينفق شيئاً منها في أموره الخاصة ، وإنما كان ينفقها على الفقراء والمعوزين والمحرومين .
وقد رآه الحسين المكاري في بغداد ، وكان محاطاً بهالة من التعظيم والتكريم من قِبل الأوساط الرسمية والشعبية ، فحدثَتْه نفسُه أنه لا يرجع إلى وطنه يثرب ، وسوف يقيم في بغداد راتعاً في النعم والترف .
فعرف الإمام ( عليه السلام ) قصده وانعطف عليه وقال له : يا حسين ، خبز الشعير ، وملح الجريش ، في حرم جَدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحب إليَّ مما تراني فيه .
فإنه ( عليه السلام ) لم يكن من عشاق تلك المظاهر التي كانت تضفيها عليه الدولة ، وإنما كان كآبائه ( عليهم السلام ) حيث طلَّقوا الدنيا ، واتجهوا لله تعالى لا يبغون عنه بديلاً . 


سخاء وكرم الإمام الجواد عليه السلام 
امام محمد تقي عليہ السلام کا روضہ منور

كان الإمام الجواد ( عليه السلام ) من أندى الناس كفّاً ، وأكثرهم سخاءً ، وقد لُقِّب بـ ( الجواد ) لكثرة كرمه ومعروفه وإحسانه إلى الناس .
وقد ذكر المُؤَرِّخون بوادر كثيرة من كرمه ( عليه السلام ) ، وكان منها ما يلي :

الأولى :

روى المؤرخون أن أحمد بن حديد قد خرج مع جماعة من أصحابه إلى الحج ، فهجم عليهم جماعة من السُرَّاق ونهبوا ما عندهم من أموال ومتاع .
ولما انتهوا إلى يثرب انطلق أحمد إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) وأخبره بما جرى عليهم ، فأمر الإمام ( عليه السلام ) له بكسوة ، وأعطاه دنانير ليفرقها على جماعته ، وكانت بقدر ما نهب منهم .

الثانية :

روى العتبي عن بعض العلويين إنه كان يهوى جارية في يثرب ، وكانت يده قاصرة عن ثمنها ، فشكا ذلك إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) فسأله عن صاحبها فأخبره عنه .
ولما كان بعد أيام سأل العلوي عن الجارية فقيل له : قد بيعت وسأل عن المشتري لها ، فقالوا له : لا ندري ، وكان الإمام قد اشتراها سِراً .
ففزع العلوي نحو الإمام ( عليه السلام ) وقد رفع صوته : بِيعَت !! ، بِيعَت ‍‍‍‌!! .
فقابله الإمام ( عليه السلام ) ببسمات فَيَّاضة بالبِشرِ قائلاً : هل تدري من اشتراها ؟ .
فقال العلوي : لا .
وانطق معه الإمام إلى الضيعة التي فيها الجارية ، فانتهى إلى البيت الذي فيه الجارية ، فأمره ( عليه السلام ) بالدخول إلى الدار ، فأبى العلوي لأنها دار الغير ، ولم يعلم أن الإمام ( عليه السلام ) قد اشتراها .
ثم إنه دخل الدار مع الإمام ( عليه السلام ) فلما رأى الجارية التي يهواها قال ( عليه السلام ) له : أتعرفها ؟
فقال العلوي : نعم .
فقال الإمام ( عليه السلام ) هي لك ، والقصر والضيعة ، والغلة وجميع ما في القصر ، فَأَقِمْ مع الجارية .
فَمَلأَ الفرحُ قلب العلوي وحار في شكر الإمام ( عليه السلام ) . 



مدرسة الإمام الجواد  عليه السلام 
الامام الجواد (ع)

ساهَمَ الإمام الجواد ( عليه السلام ) مُدَّة إمامته التي دامت نحو سبعة عشر عاماً في إغناء معالم مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) وحفظ تراثها . والتي امتازت في تلك المرحلة بالاعتماد على النص والرواية عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .
وكذلك على الفهم والاستنباط من الكتاب والسنة ، استنباطاً ملتزماً دقيقاً ، يكشف حقيقة المحتوى العلمي لهذين المصدرين . بالإضافة إلى اهتمامها بالعلوم والمعارف العقليَّة التي ساهم الأئمة ( عليهم السلام ) وتلامذتهم في إنمائها وإغنائها ، حتى غدت حِصناً منيعاً للفكر الإسلامي .  وقد مارس الإمام الجواد ( عليه السلام ) نفس الدور الذي مارسه آباءه الكرام ( عليهم السلام ) . حيث اعتمد ( عليه السلام ) على أسلوب التدريس وتعليم التلامذة والعلماء ، القادرين على استيعاب علوم الشريعة ومعارفها .
كما حَثَّهم ( عليه السلام ) على الكتابة ، والتدوين ، وحفظ ما يصدر عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أو أمْرِهم بالتأليف ، والتصنيف ، ونشر ما يحفظون ، لبيان علوم الشريعة ، وتعليم المسلمين وتفقيههم ، أو للرد على الأفكار المنحرفة ، والفهم الخاطىء ، الذي وقع فيه الكثيرون .
وهكذا صار حول الإمام الجواد ( عليه السلام ) تلامذة ورُواة ، ينقلون ويروُون ويكتبون .
وقد عَدَّ الشيخ الطوسي ( رضوان الله عليه ) نحو مِائة من الثقات ، ومنهم امرأتان ، كلّهم من تلامذة الإمام ( عليه السلام ) ورُوَاته ، والذين تتلمذوا على يديه المباركتين .
فصنَّفوا في مختلف العلوم والمعارف الإسلامية ، وسنذكر - على سبيل المثال لا الحصر - بعضاً من أصحابه ( عليه السلام ) الذين روى علماء الرجال والمحققون عنهم :
1 - أحمد بن محمد بن خالد البرقي : صنّف كتباً كثيرة ، بَلَغت أكثر من تسعين كتاباً .
2 - علي بن مهزيار الأهوازي : له أكثر من ثلاثة وثلاثين كتاباً .
3 - صفوان بن يحيى : يقول الشيخ الطوسي : له كتب كثيرة ، وله مسائل عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .
4 - أحمد بن محمد بن أبي نصر : كان عظيم المنزلة ، له كتاب ( الجامع ) ، وكتاب ( النوادر ) . 


كلام الإمام الجواد ( عليه السلام ) في توحيد الله
الإمام الجواد ( عليه السلام )

أُثيرت في عصر الإمام الجواد ( عليه السلام ) كثير من الشكوك والأوهام حول قضايا التوحيد .
وأثَارها من لا حريجة له في الدين من الحاقدين على الإسلام ، لِزَعزَعَة العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين ، وتشكيكهم في مبادئ دينهم العظيم .

وقد أجاب الإمام الجواد ( عليه السلام ) عن كثير من تلك الشُبَه وفَنَّدها ، ومن بينها :

الشُبهة الأولى :
سأل محمد بن عيسى الإمام ( عليه السلام ) عن التوحيد قائلاً : إني أتوهم شيئاً .
فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : ( نَعم ، غيرُ معقولٍ ، ولا محدودٍ ، فما وقع وَهمُك عليهِ من شيءٍ فهو خَلافُه ، لا يشبهُهُ شيء ، ولا تدركُهُ الأوهام ، وهو خلافُ ما يُتَصوَّر في الأوهام ، إنما يتصور شيء غير معقولٍ ولا محدود ) .
فإن وهم الإنسان إنما يتعلق بالأمور الخاضعة للوهم والتصور ، أما الأمور التي لا تخضع لذلك فإنه من المستحيل أن يتعلق بها الوهم والخيال حسب ما قُرر في علم الفلسفة .
فالله تعالى في ذاته وصفاته لا يصلُ لهُ الوهم ولا الخيال ، لأنهما إنما يدركان الأمور الممكنة دون واجب الوجود .
الشُبهة الثانية :
روى الحسين بن سعيد قال : سُئل الإمام الجواد ( عليه السلام ) : يجوز أن يقال لله إنه شيء ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( نَعم ، يُخرجُهُ مِن الحَدَّينِ : حَدُّ التعطيلِ ، وَحَدُّ التشبِيه ) .
فإن الشيئية التي تطلق على الممكنات لا تطلق عليه تعالى ، إلا بشرط تجريده مِن حَدِّ التعطيل وَحَدِّ التشبيه الذين هما من أبرز صفات الممكن .
الشُبهة الثالثة :
سأل أبو هاشم الجعفري عن قوله تعالى : ( لاَ تُدرِكُهُ الأبصَارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصَارَ ) الأنعام : 103 .
فقال ( عليه السلام ) : ( يَا أبَا هاشم ، أوهامُ القلوبِ أَدَقُّ مِن أبصارِ العُيون ، أنتَ قد تُدرك بوهمِكَ السند والهِند ، والبُلدان التي لم تدخلها وَلم تُدرِكها بِبَصَرِكَ ، فأوهام القلوب لا تدركه ، فَكيف أبصَار العُيون ) .
فإن ذات الله تعالى لا تدركها أوهام القلوب ، على مَدَى ما تحمِلُه من سِعَة الخيال ، فضلاً عن إدراكها بِالعَينِ الباصرة ، فإن كُلاًّ منهما محدود بحسب الزمان والمكان ، وذات الله تعالى لا يجري عليها الزمان والمكان ، فإنه تعالى هو الذي خلقهما .
الشُبهة الرابعة :
سأل أبو هاشم الجعفري الإِمام الجواد ( عليه السلام ) قال : ما معنى الواحد ؟
فأجابه ( عليه السلام ) : ( الذي اجتَمَعَت الأَلْسُن عليه بالتوحيد ، كما قال الله عزَّ وجلَّ :
( ولَئِنِ سَأَلْتَهُم مَن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيقُولُنَّ اللهُ ) لقمان : 25 .

النصوص الدالة على إمامة محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام


7:18 ص (قبل 6 ساعة)

النصوص الدالة على إمامة محمّد بن عليّ الجواد 

عليه السلام

امام الجواد
النصوص الدالة على إمامته متواترة، كما تثبت في إمامة آبائه (عليهم السلام) ، و إشارة جدّه موسى بن جعفر (عليه السلام) و أبيه إليه بالإمامة.

و إليك بعضها :

روى الشيخ الطوسي بإسناده عن ابن سنان قال : (د خلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) من قبل أن يقدم العراق بسنة ، و عليّ ابنه جالس بين يديه ، فنظر إليّ ، و قال : يا محمد سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك ، قال : ، قلت : و ما يكون جعلني الله فداك ، فقد أقلقتني ، قال: أسير إلى هذا الطاغية ، (1) ، أما أنه لا يبدأني منه سوء ، و من الذي يكون بعده ، (2) ، قال : ، قلت : و ما يكون جعلني الله فداك ، قال : يضلّ الله الظالمين ، و يفعل الله ما يشاء ، قال: قلت: و ما ذلك جعلني الله فداك ، قال: من ظلم ابني هذا حقّه ، و جحده إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب إمامته و جحده حقّه بعد رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم ) ، قال: قلت : و الله لئن مدّ الله لي في العمر لأسلمن له حقه و لأقرّنّ بإمامته ، قال: صدقت يا محمد ، يمدّ الله في عمرك ، و تسلّم له حقّه ، و تقرّ له بإمامته ، و إمامة من يكون بعده ، قال: قلت:  ومن ذاك ؟ ، قال: ابنه محمد، قال: قلت له: الرضا و التسليم) ، (3) .
روى الكليني بإسناده عن يزيد بن سليط قال : (لقيت أبا إبراهيم (عليه السلام) ، و نحن نريد العمرة في بعض الطريق ... ، قال لي أبو إبراهيم (عليه السلام) : إنّي أُؤخذ في هذه السنة ، و الأمر هو إلى ابني علي سميّ عليّ و عليّ ، فأمها علي الأول فعلي بن أبي طالب ، و أمّا الآخر فعلي بن الحسين ( عليه السلام ) ، أعطى فهم الأول و حلمه و نصره و ودّه و دينه و محنته ، و محنة الآخر و صبره على ما يكره ، و ليس له أن يتكلّم إلاّ بعد موت هارون بأربع سنين ، ثمّ قال لي : يا يزيد و إذا مررت بهذا الموضع ولقيته ، و ستلقاه فبشّره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك ، و سيعلمك أنّك قد لقيتني ، فأخبره عند ذلك أن الجارية ، التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول الله (صلّى الله عليه و آله  وسلّم) أمّ إبراهيم ، فإن قدرت أن تبلّغها منّي السلام فافعل ، قال يزيد: فلقيت بعد مضيّ أبي إبراهيم عليّاً فبدأني ، فقال لي : يا يزيد، ما تقول في العمرة ؟ ، فقلت: بأبي أنت و أمي ذلك إليك و ما عندي نفقة ، فقال : سبحان الله ما كُنّا نكلّفك و لانكفيك ، فخرجنا حتى انتهينا إلى ذلك الموضع فابتدأني ، فقال: يا يزيد، إنّ هذا الموضع كثيراً ما لقيت فيه جيرتك و عمومتك ، قلت: نعم ثمّ قصصتُ عليه الخبر ، فقال لي: أمّا الجارية فلم تجيء بعد ، فإذا جاءت بلّغتها منه السلام ، فانطلقنا إلى مكّة فاشتراها في تلك السنة ، فلم تلبث إلاّ قليلاً حتى حملت فولدت ذلك الغلام ، (4) .
روى الشيخ الطوسي بإسناده عن أحمد بن أبي نصر، قال ابن النجاشي : ( من الإمام بعد صاحبكم ؟ ، فدخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فأخبرته ، فقال: الإمام بعدي ابني ، ثمّ قال : هل يجتري أحد أن يقول : ابني، و ليس له ولد )  ، (5) .•روى الشيخ المفيد بإسناده عن الحسين بن بشّار ، قال : ( كتب ابن قياما الواسطي إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) كتاباً يقول فيه : كيف تكون إماماً ، و ليس لك ولد؟ ، فأجابه أبو الحسن (عليه السلام) : و ما علمك أنه لا يكون لي ولد و الله لاتمضي الأيام و الليالي ، حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرّق بين الحقّ و الباطل) ، (6) .
•ر
وى الكليني بإسناده عن الخيراني، عن أبيه قال : ( كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن (عليه السلام) بخراسان ،  فقال : يا سيدي إن كان كون فإلى من ؟ ، قال : إلى أبي جعفر ابني ، فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر (عليه السلام) ، فقال أبو الحسن (عليه السلام) : إنّ الله تبارك و تعالى بعث عيسى بن مريم رسولاً نبيّاً ، صاحب شريعةٍ مبتدأةٍ في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر (عليه السلام) ) ، (7) .•روى ابن الصبّاغ بإسناده عن صفوان بن يحيى، قال : ( قلت للرضا قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر من القائم بعدك ؟ ، فتقول : يهب الله لي غلاماً ، وقد وهبك الله ، و أقرّ عيوننا به ، فإن كان كون ولا أرانا الله لك يوماً فإلى من ؟ ، فأشار بيده إلى أبي جعفر ، و هو قائمٌ بين يديه و عمره إذ ذاك ثلاث سنين ، فقلت: و هو ابن ثلاث ، قال: و ما يضرّ من ذلك فقد قام عيسى بالحجّة ، و هو ابن أقلّ من ثلاث سنين ).•و عن معمر بن خلاّد قال : ( سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : و ذكر شيئاً ، فقال: ما حاجتكم إلى ذلك ؟ ، هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي ، و صيّرته مكاني ، و قال: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة) ، (8) .•روى الشيخ المفيد بإسناده عن أبي يحيى الصّنعاني ، قال: ( كنت عند أبي الحسن(عليه السلام) ، فجيء بابنه أبي جعفر (عليه السلام) ، و هو صغيرٌ فقال: هذا المولود الذي لم يولد مولودٌ أعظم على شيعتنا بركةً منه) ، ( 9) .• روى الصفّار بإسناده عن ابن قياما قال : ( دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وقد ولد أبو جعفر (عليه السلام) ، فقال: إن الله قد وهب لي من يرثني و يرث آل داود(عليه السلام) ) ، ( 10) .
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
1 ـ يقصد المهدي العبّاسي.
2 ـ هو الموسى بن المهدي، ومن الواضح أن الذي قتل الإمام موسى بن جعفر هو هارون الرشيد ابن المهدي.
3- كتاب الغيبة: ص27.
4- الكافي: ج1، ص252، رقم 14.
5- كتاب الغيبة: ص52.
6-الإرشاد: ص298.
7- الكافي: ج1، ص258.
8- الفصول المهمة: ص265.
9-الإرشاد: ص299.
10- بصائر الدرجات: ج3، ص138.

سماحة السيد صادق الشيرازي دام ظله في محاضرته بذكرى مولد النبيّ والإمام الصادق صلوات الله عليهما:

سماحة السيد صادق الشيرازي دام ظله في محاضرته بذكرى مولد النبيّ والإمام الصادق صلوات الله عليهما:





11:12 ص (قبل 4 ساعة)


imam_mahdi_by_habab-d3s0i9n
هل استشهاد المعصوم ينافي علمه بالغيب   الشبهة  بنص عبارات المستشكل :      يذكر الكليني في كتاب الكافي، كتاب الحجة ج1 ص 227،260 وكتاب الفصول المهمة للحر العاملي ص155 : (( أن الإمام يعلم بما كان وما يكون وانه لا يخفى عليه شيء )) ثم يذكر الكليني في أصول الكافي كتاب العلم باب اختلاف...

منزلة الإمام الجواد عليه السلام

منزلة الإمام الجواد عليه السلام 


الإمام الجواد ( عليه السلام
كان الإمام الرضا ( عليه السلام ) يشيد دوماً بولده الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و يدلِّلُ على فضله و مواهبه .
و قد بعث الفضل بن سهل إلى محمد بن أبي عباد كاتب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله عن مدى علاقة الإمام الرضا بولده الجواد ( عليهما السلام ) .
فأجابه : ما كان الرضا يذكر محمداً ( عليهما السلام ) إلا بكنيته ، فيقول : كتب لي أبو جعفر ، و كنتُ أكتب إلى أبي جعفر .
و كان آنذاك بالمدينة و هو صبي ، و كانت كتب الإمام الجواد ترد إلى أبيه ( عليهما السلام ) ، و هي في منتهى البلاغة و الفصاحة .
و حدَّث الروَاة عن مدى تعظيم الإمام الرضا لولده الجواد ( عليهما السلام ) ، فقالوا : ( إنَّ عباد بن إسماعيل ، و ابن أسباط ، كانا عند الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمنى إذ جيء بأبي جعفر ( عليه السلام )، ) ، فقالا له : هذا المولود المبارك ؟!!
فاستبشر الإمام ( عليه السلام ) ، و قال : ( نعم هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه ) .
و هناك طائفة كثيرة من الأخبار قد أثرت عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، و هي تشيد بفضائل الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و تدلِّل على عظيم مواهبه و ملكاته .

إكبار  وتعظيم :

و أحيط الإمام الجواد ( عليه السلام ) منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم و التعظيم من قبل الأخيار و المتحرِّجين في دينهم .
فقد اعتقدوا أنه من أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الذي فرض الله مودتهم على جميع المسلمين .
و قد ذكر الرواة أنَّ علي بن جعفر الفقيه الكبير ، و شقيق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، و أحد أعلام الأسرة العلوية في عصره ، كان ممن يقدس الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، و يعترف له بالفضل و الإمامة .
فقد روى محمد بن الحسن بن عمارة ، قال : ( كنت عند علي بن جعفر جالساً بالمدينة ، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه – يعني الإمام الكاظم ( عليه السلام ) – إذ دخل أبو جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لارداء ، فقبّل يده و عظّمه ، و التفت إليه الإمام الجواد ( عليه السلام ) قائلاً : اجلس يا عَم ، رحمك الله ) . و انحنى علي بن جعفر بكل خضوع قائلاً : ( يا سيدي ، كيف أجلس ، و أنت قائم ؟! ) .
و لما انصرف الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، رجع علي بن جعفر إلى أصحابه ، فأقبلوا عليه يوبّخونه على تعظيمه للإمام ( عليه السلام ) مع حداثة سِنِّه ، قائلين له : أنتَ عَمُّ أبيه ، و أنت تفعل به هذا الفعل ؟!!
فأجابهم علي بن جعفر جواب المؤمن بِرَبِّه و دينه ، و العارف بمنزلة الإمامة قائلاً : ( اسكتوا ، إذا كان الله – و قبض على لحيته – لم يؤهل هذه الشيبة – للإمامة –  و أهَّل هذا الفتى ، و وضعه حيث وضعه ، نعوذ بالله ممّا تقولون ، بل أنا عبد له ) .
و دلَّل علي بن جعفر على أن الإمامة لا تخضع لمشيئة الإنسان و إرادته ، و لاتنالها يد الجعل الإنساني ، و إنما أمرها بيد الله تعالى ، فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده ، من دون فرق بين أن يكون الإمام صغيراً أو كبيراً .

أقوال المؤرخين :

و قد مَلَكت مواهب الإمام الجواد ( عليه السلام ) عواطف العلماء ، فسجَّلُوا إعجابهم و إكبارهم له في مؤلَّفَاتهم ، و فيما يلي

بعض ما قالوه :

الأول ، قال الذهبي : ( كان محمد يُلقَّب بـ ( الجواد ) ، و بـ ( القانع ) ، و ( المرتضى ) ، و كان من سروات آل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و كان أحد الموصوفين بالسخاء ، فلذلك لُقِّب بـ ( الجواد ) .
الثاني ،  قال السبط بن الجوزي :( محمد الجواد كان على منهاج أبيه في العلم و التقى و الجود ) .
الثالث ؛ قال الشيخ محمود بن وهيب : ( محمد الجواد هو الوارث لأبيه علماً و فضلاً ، و أجلُّ أخوته قَدراً و كمالاً ) .
الرابع ؛  قال خير الدين الزركلي : ( محمد بن الرضي بن موسى الكاظم ، الطالبي ، الهاشمي ، القرشي ، أبو جعفر ، المُلقَّب بـ ( الجواد ) ، تاسع الأئمة الإثني عشر عند الإمامية ، كان رفيع القدر كأسلافه ، ذكياً ، طليق اللسان ، قوي البديهة ) .
الخامس ؛ قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة : ( أما مناقب أبي جعفر الجواد فما اتَّسَعت حلبات مجالها ، و لاامتدَّت أوقات آجالها ، بل قضت عليه الأقدار الإلهية بِقِلَّة بقائه في الدنيا بحكمها و أسجالها ، فَقَلَّ في الدنيا مقامه ، و عجَّل القدوم عليه كزيارة حمامه ، فلم تَطُل بها مدَّتُه ، و لا امتدَّت فيها أيامُه ) .
السادس ؛ و أدلى علي بن عيسى الأربلي بكلمات أعرب فيها عن عميق إيمانه و ولائه للإمام الجواد ( عليه السلام ) فقال : ( الجواد في كلِّ أحواله جواد ، و فيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة ) .
فاق الناس بطهارة العنصر ، و زكاء الميلاد ، و افترع قِلَّة العلاء ، فما قاربه أحد ، و لا كاد مجده ، عالي المراتب ، و مكانته الرفيعة تسمو على الكواكب ، و منصبه يشرف على المناصب .
إذا أنس الوفد ناراً قالوا : ( ليتها ناره ، لا نار غالب ، لَهُ إلى المعالي سُموٌّ ، و إلى الشرف رَوَاح وَ غُدُو ، و في السيادة إِغراق  وَ عُلُو ، وعلى هَام السماك ارتفاع و عُلُو ، و عن كلِّ رذيلة بعد ، و إلى كلِّ فضيلة دُنُو . تتأرج المكارم من أعطافه ، و يقطر المجد من أطرافه ، و ترى أخبار السماح عنه و عن أبنائه و أسلافه ، فطوبى لمن سعى في ولائه ، و الويل لمن رغب في خلافه ) .
هذه بعض الكلمات التي أدلى بها كبار المؤلِّفين ، و هي تمثِّل إعجابهم بمواهب الإمام وعبقرياته ، و ما اتَّصف به من النزعات الشريفة التي تحكي صفات آبائه الذين رفعوا مشعل الهداية في الأرض .